يجلس متكأَ على الحائط, الليل اوّله, ساعته متوقفة عند آخر لقاء, يبدو على وجه التعب واضحا. ينظر في هاتفه الجوال, ويتأفف من كل الرسائل النصيّة المهمة على هاتفه.
على الجانب الآخر من الحائط, تجلس فتاة شقراء, وكأنّها ظلّه وتجلي روحه.
تجلس متكأة على الحائط المقابل, تحاول ان تكلّمه, لتفهمه سرّ غموضها, تقول العبث بالوقت ممكن, انا آلهة الزمن المتبقي من عمرك… اين زيّك المغسول؟ أين قمصانك البالية؟ اين رقصاتك المهترأة ؟ اين جبينك لا ينحي للزمن؟ اين انت الآن ؟ أريد ان اركع بين قدميك انهيارا, اتلمّس من كفيّك نهارا, وغسق من الليل …. وتتسأل, ترى حين يكون الجميع عميانا, وانت الوحيد الذي تبصر هل تصير شاذا عن القاعدة؟
دائما ما كنت اتسأل لما كان كل الأطفال سعداء, حين كنّا نذهب انا واياك الى مدينة الملاهي, لما كان كل الأطفال سعداء ما عداي؟ لماذا ؟ ترى هل تكون لماذا الهواء هكذا ثقيل؟ علب الفحم, الأراكيل على قوارع الطرقات…